جملة علمية دولية حمكمة تüصدر عن قùسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر املجلد الأول

Transcript

1

2 جملة علمية دولية حمكمة تüصدر عن قùسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر املجلد الأول العدد الثاين - اأكتوبر 2017 م

3 المجلد األول العدد األول مايو 2017 م لوحة غالف العدد»حكاية قرية«للفنانة القطرية سعاد السالم شعار اسم أنساق بخط : إبراهيم أبو طوق للمراسالت قطر - الدوحة ص ب 2713 جامعة قطر كلية اآلداب والعلوم - قسم اللغة العربية - مجلة أنساق المراسالت باسم رئيس التحرير البريد اإللكتروني للمجلة : ansaq@qu.edu.qa الموقع اإللكتروني للمجلة : الترقيم الدولي اإللكتروني : Online-ISSN: الرقم الدولي : Print-ISSN: X هاتف رقم : فاكس رقم : رقم اإليداع : 445/2016

4 جملة علمية دولية حمكمة تüصدر عن قùسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر الإTشراف العام الدكتور راTشد أاحمد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم رئيùس التحرير أا.د. عبد القادر فيدوح املدير العام الدكتورة مرمي النعيمي رئيùس قùسم اللغة العربية مدير التحرير د. اأحمد حاجي Uصفر الهيئة الSستûشارية حمد بن عبد العزيز الكو اري )قطر( Sسعيد يقطني )املغرب( Tشكري املبخوت )تونùس( عبد العزيز عبد اهلل تركي الùسبيعي )قطر( عبد اهلل العûشي )اجلزائر( عقيل مرعي ( إايطاليا( علي الكبيùسي )قطر( فاVضل عبود التميمي )العراق( مüصطفى قرقز )تركيا( معجب العدواين )الùسعودية( هادي حùسن حمودي )بريطانيا( الهيئة العلمية حافظ اإSسماعيلي علوي حبيب بوهرور رTشيد بوزيان عبد الùسالم حامد مبارك حنون حممود اجلاSسم مراد مربوك هيئة التحرير امتنان الüصمادي رامي اأبو Tشهاب رVضوان املنيùسي عبد اهلل الهيتاري عماد عبد اللطيف عمرو حممد فرج مدكور حمروSس بريك حممد مüصطفى Sسليم هيا حممد الدرهم علي فتح اهلل لولوة حùسن العبد اهلل Eric Gautier (France) Luc Deheuvels (France)

5

6 قواعد النûشر في املجلة 1. تنûشر املجلة البحوث العلمية الرUصينة باللغة العربية يف حقل الآداب والعلوم الإنùسانية. 2. تخ ضع البحوث املنûشورة للتحكيم على نحو Sسري. 3. يجب األ يقل عدد كلمات البحث عن 4000 كلمة ول يزيد عن 8000 كلمة. 4. ترSسل البحوث باSسم رئيùس التحرير على الربيد الإلكرتوين للمجلة. 5. اأن تت ضمن الüصفحة الأوىل من البحث: عنوان البحث باللغة العربية اSسم الباحث باللغة بالعربية اSسم اجلامعة الربيد الإلكرتوين ملخüص البحث باللغة العربية )فقرة ل تقل عن عûشرة اأSسطر ول تزيد على عûشرين Sسطرا(. الكلمات املفاتيح )ل تزيد عن Sسبع كلمات( 6. اأن تت ضمن الüصفحة الثانية من البحث: عنوان البحث باللغة الإجنليزية اSسم الباحث باحلرف الالتيني اSسم اجلامعة باحلرف الالتيني الربيد الإلكرتوين ملخüص البحث باللغة الإجنليزية )يف فقرة ل تقل عن عûشرة اأSسطر ول تزيد على عûشرين Sسطرا(. الكلمات املفاتيح باللغة الإجنليزية )ل تزيد عن Sسبع كلمات( 7. توVضع الهوامûش يف اأSسفل كل Uصفحة وتكون مربوطة بûشكل آايل باملنت. كما يبد أا ترقيم الهوامûش عند بداية كل Uصفحة جديدة. 8. اإذا تكرر ذكر املرجع يف الüصفحة نفùسها يûشار اإليها ب املرجع نفùسه. 9. توثق الإحالت على النحو الآتي: يذكر اSسم املوؤلف العائلي فالûشخüصي ثم عنوان الكتاب اأو املقال ورقم الüصفحة. )على اأن يوثق املرجع بûشكل كامل يف لئحة املüصادر واملراجع ويكون ذلك على النحو الآتي: اSسم املوؤلف عنوان الكتاب اأو املقال اجلزء/ اأو العدد الطبعة مكان الطبع تاريخ الطبع(. 10. اأي بحث ل تتوفر فيه الûشروط الûشكلية املذكورة يùستبعد تلقائيا دون النظر يف حمتواه. 5 املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م

7

8 فهرSس اSستهالل من اأجل تفكري نùسقي Sسعيد يقطني املغرب 13 متون 17 Sسامي حùسني علي القüصوUص املفارقة وخ ط اب ال ض د يف Tشعر نزار قباين مقاربة حتليلية نقدية 37 خل ضر هني الالمنتمي واخرتاق الن موذج املوUصوف)مقاربة ثقافية يف الûش عر اجلاهلي( 55 حممد Uصالح حماد احلüصيني جتليات الüصورة يف Tشعر Uصالح الزهراين دراSسة يف التûشكيل والدللة دللت 79 لولوه حùسن العبد اهلل العوامل املمكنة يف الرواية التاريخية قراءة يف رواية القرUصان 95 خالد علي ياSس Sس ن النü ص ن حو تاأويل SسوSسيولوجي للعالمة الùس ردية الن قد العربي احلديث مثال 109 رامي اأبو Tشها اخلطاب القيمي يف القüصة القطرية الإTشكالية... واملمارSسة 129 اأم الùسعد حياة وظائف متثيل اخلطاب الغريي يف الرواية وفق املنظور الباختيني Sسياقات Sسيميائيات الأنùساق احلية: من العالمات العüصبية اإىل النüص اجليني حùسيب الكوTش 143 البناء النù س قي يف القر آان مفهومه وتطبيقه النحوي عادل فتحي رياVض املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م

9 لغويات 189 احممد املالخ التواUصل: اأSسùسه اللùسانية ومقت ضياته املعرفية 207 عبد الùسالم الùسيد حامد الSستماع من منظور الكتابة ولùسانيات املنطوق 225 حمم د الناUصر كح ويل بالغة الإقناع يف Uصور اخلطاب املقامة اجلرجاني ة للهمذاين اأمنوذجا املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م 8

10 دعوة للمشاركة يف العدد القادم )ربيع 2017( حول موVضوع «نظرية الùسياق» 9 املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م

11

12 استهالل أنساق

13

14 من أجل تفكير نسقي ل ميكن للمرء اإل أان يغتبط بüسدور جملة عربية جديدة فعدد املجالت العربية يف كل الأقطار العربية ل يكاد يùساوي ما يüسدر يف اأUصغر بلد اأوربي كما ل ميكن للمرء نفùسه اإل اأن يفرح بüصدور جملة عربية اأكادميية رUصينة ومع كرثة املجالت الأكادميية العربية فاإنها ل تüصل كلها اإىل املùستوى العلمي الذي يتحقق يف منûشورات أاكادميية جلامعة غربية واحدة. لقد كان مüسدر الفرح والغبطة لدي هو تواUصلي مبجلة»اأنùساق«القطرية واطالعي على موادها وتüصميمها اجلميل فبدا يل من خالل اختيار«العنوان«أان هناك توجها جديدا يف البحث الأكادميي العربي وظهر يل من خالل أاSسماء الهيئات الإدارية والSستûشارية والعلمية اأن ثمة جدية يف التüصور وطموحا يف الروؤية واختيارات موفقة عربت عنهما كلمة الدكتور عبد العزيز بن عبد اهلل بن تركي الùسبيعي بجالء. وكل ذلك يعزز هدفا حمددا هو الرتقاء مبùستوى البحث الأكادميي العربي إاىل املùستوى العاملي وليùس هذا بغريب عن جامعة قطر التي كانت دائما وراء املبادرات اجلديدة واجلادة Sسواء يف اSستقطاب الأطر املنûشغلة بالبحث العلمي اأو يف تدTشني مûشروعات التطوير والتغيري والتجديد. يقول مثل مغربي:»اأخبار الدار تبان )تظهر( من باب الدار«وباب دار املجلة عتبتها:»اأنùساق«. وحني تكون هذه العتبة من باب»قùسم اللغة العربية واآدابها«يتاأكد Sسعيد يقطني املغرب ملن يعرف دار الثقافة العربية احلديثة واملعاUصرة أان مدخلها كان ول يزال هو اللغة العربية واآدابها لقد كانت اأقùسام اللغة العربية واآدابها وTشعبها يف الوطن العربي دائما واجهة اأSساSسية للمبادرات اجلادة لتطوير اللغة العربية ومدخال اأSساSسيا لتجديد الأSسئلة الثقافية منذ عüسر النه ضة اإىل الآن. وها هي «أانùساق«وهي تüصدر من قùسم العربية تواUسل املùسري وتدعو اإىل التطوير والتجديد. اختيار هذه»العتبة«عنوانا للمجلة يعلن عن توجه جديد يف البحث الأكادميي العربي. فالأنùساق والنùسقية والنظرية العامة ل أالنùساق منذ جمهودات»بريطالنفي«وUصول اإىل اجتهادات»هربرت Sسيمون«مرورا بعطاءات»نيكالSس لومان«و«دو روSسني«و«اأنطوان لوموان«وSسواهم باتت جتùسيدا لإبدال معريف جديد يف خمتلف الختüصاUسات والبحوث العلمية املعاUسرة. إان العüصر املعريف الذي نعيûش فيه هو عüصر»الأنùساق«بامتياز وبدون ممارSسة التفكري النùسقي وما يتüصل به من تنظيم نùسقي ل ميكننا اإل اأن نظل على هامûش هذا العüصر. ما اأكرث املجالت الأكادميية املحكمة على املùستوى العربي لكنها ليùست Sسوى Uصفحات لرتقية»الباحثني«وليùست جمالت للبحث العلمي كما اأن اأغلب هذه املجالت ت سم هيئات اSستûشارية وعلمية ولكنه معطلة اأو كاملعطلة. 13 املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م

15 إان الوعي البحثي لدى الأكادميي العربي ما يزال رهني العمل الفردي واأSسري املقاربات التحليلية ومل يتعداها إاىل اعتماد املقاربات النùسقية لأSسباب ل حüصر لها ومل نخ ض بüصددها اأي نقاTش بل اإننا غري مهتمني بتلك الأSسباب نهائيا. وبدون اعتماد التفكري النùسقي ل ميكننا حتقيق النتقال اإىل املùستوى العلمي املطلوب. ولعل أاوىل املهام التي ميكن اأن يتفتق عنها طموح جملة ال«اأنùساق«ويجعلها من بني مقاUسده املركزية اأن تùسهم يف تكوين»جمتمع علمي«)من هيئات املجلة والباحثني والطلبة( يلتف حولها ويûشارك يف»نùسقيتها«وتطوير مûشاريعها من خالل اقرتاح ملفات خاUصة تعد يف نطاق ورTشات عمل جماعي وتنüصب جمتمعة على ق ضايا البحث العلمي وفق برنامج مûشروع هدفه املûشاركة يف وVضع تüصورات موحدة حول ق ضايا خمتلفة. ميكن لهذا املحور املتüسل بالتنظيم النùسقي الذاتي اأن يحتل نüصف جمهودات املجلة ويùسعى إاىل حتقيق ما ميكن اعتباره مرحلة الإعداد لما ميكن اأن يكون:»مدرSسة الدوحة«. وميكن لزاوية»الرتجمات«أان ترفد هذا املحور وتغذيه بتقدمي الدراSسات العلمية الرUصينة. وينفتح املحور الثاين على ما يüصل املجلة من دراSسات خمتلفة ل تهمها بالدرجة الأوىل»الرتقية«ولكن الإSسهام يف هموم البحث العلمي. اإن اأغلب املجالت الأكادميية العربية ليùست Sسوى منüسات ملا يüصل عرب الربيد الإلكرتوين ول دور لها يف التحفيز على التفكري أاو التوجيه إاىل البحث يف الق ضايا التي تûشغل بال العلماء على املùستوى العاملي وبدون املûشاركة يف ما يûشغل الآخرين Sسنظل مبناأى عن املواكبة بله اللحاق اأو املùساهمة يف البحث العلمي. ول يتاأتى التحفيز والتوجيه اإل بالتفكري والعمل اجلماعيني ويفرVس عليها هذا طرح الùسوؤال: ملاذا ل نتوفر على»مدارSس«علمية لها خüصوUصيتها ومùساهمتها يف البحث العلمي على املùستوى العربي اإن العمل اجلماعي املوؤSسùس على ر ؤوية نùسقية للتفكري والبحث يفتح باب النقاTس لتحديد الأولويات ورSسم خطوط التüسورات واإTسراك ذوي الختüصاUسات والنفتاح على خمتلف الكفاءات لتحقيق الغايات والطموحات وميكن يف هذا الإطار لقùسم اللغة العربية يف كلية الآداب والعلوم أان يûشرك كل اأقùسام الكلية واجلامعة يف هذا املûشروع املفتوح على كل الختüصاUصات ويوجد اجلùسور بينها من املنظور النùسقي عينه تاأكيدا لريادته الثقافية وتدعيما ملبادرته العلمية. واأرى أان رئيùس التحرير بتفاعليته الإيجابية وقدرته على التواUصل اإىل جانب الطاقم الإداري للمجلة قادران على حتقيق هذا النفتاح والتفاعل. بدون الطموح الواSسع ل ميكن حتقيق املûشروعات الرائدة واملبادرات الإيجابية واأرى اأن»اأنùساق«موؤهلة لأداء هذا الدور يف املجال الأكادميي العربي الذي ل تنقüصه الكفاءات ول الإمكانات ول الSستعداد ولكن ينقüصه التخطيط والتدبري والتوجيه. و«أانùساق«بوعيها باأهمية هذه الأدوار ميكنها الإSسهام يف حتقيق هذا الطموح العربي: النخراط يف البحث العلمي وتطوير الوعي بالأنùساق والبحث فيها. املجلد الأول العدد الثاين اأكتوبر 2017 م 14

16 متون أنساق

17

18 املفارقة وخ ط اب الض د في شعر نزار قباني مقاربة حتليلية نقدية د/ Sسامي حùسني علي القüصوUص قùسم اللغة العربية بجامعة جنران الùسعودية تاريخ االSستالم : 2017/05/20 تاريخ القبول : 2017/09/10 ملخüص البحث: ننطلق يف دراSستنا هذه من فرVضية واحدة ترى اأن املفارقة وخ ط اب ال ض د ي كن اأن يكونا مبثابة الوجهني لعملة واحدة وال نعني بذلك اأنهما متطابقان بل هما يûشكالن قيمة واحدة فكل وجه من الوجهني تظل له مالحمه وUصوره التي ال تتطابق مع Tشكل ومالمح الوجه االآخر لهذه العملة. اإذن هما Uصورتان خمتلفتان ملوVضوع واحد هو الت ضاد مبعناه العام وهما بنيتا تخاطب متحولة ومتولدة عن بنية تخاطب حمورية هي الت ضاد اإال أان بني البنيتني ع موما وخüصوUصا فخطاب ال ضد بوUصفه ظاهرة اأعم واأTشمل من املفارقة ذلك أان اخلطاب الûشعري لنزار قباين - يف عمومه خ ط اب Vض د جتلى من خالل عدد من االآليات والتقنيات احلديثة التي كان من أابرزها اآلية املفارقة مبختلف مالحمها. واإن بيان االئتالف واالختالف بينهما Sسيكون من خالل دراSسة كل حمور على حدة مع بيان مùسلك ح ضور كل منهما ولن تكون الدراSسة دراSسة مقارنة بينهما بقدر ما هي مقاربة حتليلية نقدية تكûشف عن مالمح املفارقة من جهة وعن ح ضور خطاب ال ضد باأTشكاله واأمناطه من جهة اأخرى. وSسنعتمد يف دراSستنا لهذا املوVضوع النقدي على املنهج الوUصفي التحليلي مع االSستفادة من املنهج النفùسي للكûشف عن دوافع الûشاعر نزار قباين يف توظيفه للمفارقة وخ ط اب ال ض د يف كثري من قüصائده الûشعرية. الكلمات املفاتيح: املفارقة خطاب ال ضد Tشعر نزار قباين االختالف نقد 17

19 «Irony» and «Discourse of Antithesis» in Nizar Qabbani, s Poetry: Abstract An analytical and Critical Study Sami Hussein Al Qasoos Najran University, Saudi Arabia dr.alqsos@gmail.com This study hypothesizes that «irony» and «the discourse of Antithesis» are two sides of the same coin. This does not imply that they are identical. Rather, they represent the same value. Every side has its own features. Therefore, they are two images of the same subject, namely contrast in its general sense. Both are transformative and generative discourse structures based on the concept of «contrast». These two discourse structures have generalities and specificities. «Discourse of Antithesis» as a phenomenon is more general and comprehensive than «Irony». The poetic discourse of Nizar Qabbani is, in general, a discourse of contrast that is manifested through a number of techniques, the most prominent of which is «irony» technique in its various features. Highlighting the similarities and differences between them will be done through studying each of them separately. The presence track of each will be made clear. The study is not contrastive but rather analytical and critical in the sense that it reveals the salient features of «irony» on the one hand, and the presence of «the discourse of antithesis» in all its forms on the other hand. This critical study will follow the descriptive and analytical approach and will take the advantage of the psychological approach to uncover the motives of Nizar Qabbani in his use of «irony» and the «discourse of contrast» in his poems. Key words Irony / Discourse of Antithesis /: An analytical / Critical / contrast/ The poetic discourse 18

20 مفهوم املفارقة: نûس أا مüصطلح املفارقة يف اإطار فلùسفي والواقع اأنه مل يفارق هذا ا إالطار على مر العüصور حتى يومنا هذا وقد ورد هذا االUصطالح )Eironeia( يف جمهورية أافالطون وهو اUصطالح )Irony( نفùسه يف اللغة االإنكليزية ويعني املفارقة. ويف البحث عن اأUصل معنى املفارقة جند تûشابها واVضحا بني الكلمة االإغريقية ( إايرونيئيا( مبعنى: الرياء والتüصنع والتمثيل والهجاء والùسخرية وجتريد اخلüصم من املميزات بطريقة هزلية وبني )Paradoxos( التي تدل على التناق ض الظاهري على Sسبيل املجاز. ويقال:»اإن الكلمة مل تظهر يف اللغة ا إالجنليزية بوUصفها مüصطلحا اإال أاوائل القرن الùسادSس عûشر ) 1502 م( ولكنها مل جتد Sسبيلها إاىل االSستعمال العام اإال يف نهاية القرن الثامن عûشر و أاوائل القرن التاSسع عûشر«))) غري أان اللغة ا إالجنليزية كانت غنية بعبارات Sسائرة يف االSستعمال اللفظي يكن اأن ت عد مفارقة يف طور التكوين مثل: يùسخر ويهز أا وي عري ويغمز ويتهكم ويزدري ويحتقر ويهني. ومل يعرف النقاد العرب اUصطالح )املفارقة(مبعناه احلديث واإن كانوا:»قد أاحùسوا بخüصوUصية الكالم الذي يراوغ ويهرب من حتديد املعنى اأو يقول Tشيئا ويعني Tشيئا اآخر ومن ثم كان كالمهم عن التهكم والùسخرية ولطائف القول واملدح مبا يûشبه الذم والذم مبا يûشبه املدح اإىل غري ذلك من الفنون البيانية البديعية التي تقوم على التالعب باللغة على نحو خاUص«))) ويكن القول: اإن اUصطالح املفارقة مل يرد بلفظه يف االSستعمال اللغوي اأو االأدبي اأو النقدي عند العرب قبل الفرتة احلديثة فقد وردت اUصطالحات اأخرى حملت جزءا من داللته كما اأن اللùسان العربي مارSس هذا االأSسلوب ممارSسة جلية على مر العüصور يف Tشعره ونره اإ ن يف كتابات اجلاحظ على Sسبيل املثال اأو قüصائد اأبي العالء املعري عن الكون واالإنùسان واملقامات وغري ذلك جماالت واSسعة للبحث والدراSسة من هذا املنطلق ))). وقد جرى حتول جذري يف داللة املüصطلح :»فلم تعد املفارقة جمرد وSسيلة للتعبري عن معنى اأو موقف ما و إامنا منهجا له كل مواUصفات املنهجية العلمية ومقوماتها«))). وكلمة )مفارقة( كما يرى»ميوك«: ال تعني اليوم ما كانت تعنيه يف عüصور Sسابقة وال تعني يف قطر بعينه كل ما يكن اأن تعنيه يف قطر اآخر وال تعني يف الûشارع كل ما يكن اأن تعنيه يف قاعة الدرSس وال عند باحث كل ما تعنيه عند باحث اآخر بل املفارقة عند ميوك مبعناها احلديث: طريقة يف الكتابة تريد أان ترتك الùسوؤال قائما عن املعنى احلريف املقüصود فثمة تاأجيل اأبدي للمغزى فالتعريف القدمي للمفارقة قول Tشيء واالإيحاء بقول نقي ضه قد جتاوزته مفهومات اأخرى فاملفارقة قول Tشيء بطريقة تùستثري ال تفùسريا واحدا بل Sسلùسلة ال تنتهي من. التفùسريات وهذه هي التفكيكية القائمة على االإرجاء والتناق ض والنهائية الداللة فاملفارقة بهذا املعنى ال تبحث يف.27 ))) ينظر دي. Sسي.ميوك: موSسوعة املüصطلح النقدي املفارقة ترجمة: عبد الواحد لوؤل ؤوة املوؤSسùسة العربية للدراSسات والنûشر بريوت لبنان ط م Uص ))) نبيلة إابراهيم: املفارقة جملة فüصول جملد 7 العددان الثالث والرابع )اإبريل Sسبتمرب( 1987 م Uص 140. ))) ينظر دي. Sسي.ميوك: موSسوعة املüصطلح النقدي املفارقة Uص 28. ))) نبيلة اإبراهيم: املفارقة Uص 140. ))) ينظر خالد Sسليمان: نظرية املفارقة جملة اأبحاث الريموك ا أالردن جملد 9 العدد 2 م 1992 Uص ))) خالد Sسليمان: نظرية املفارقة Uص ))) ينظر دي. Sسي. ميوك: موSسوعة املüصطلح النقدي املفارقة Uص 19 هيثم حممد جديتاوي املفارقة يف Tشعر اأبي العال املعري دراSسة حتليلية يف البنية واملغزى الطبعة العربية م ؤوSسùسة حمادة للدراSسات اجلامعية والتوزيع دار اليازوري ا أالردن 2012 م Uص

21 جماليات النüص بقدر ما هي تدابري مرSسومة لفتح النüص على ف ضاءات متناSسلة من املعاين غري املنتهية.»ومل ا كانت املفارقة - ممارSسة - متلك تاريخا طويال يتد اإىل عüصور االأدب االأوىل فاإن ها: تùستعüصي على التعريف الواحد الذي يجمع مفاهيم ا أالدباء والنقاد لها اأو ي ضم كل أانواعها ودرجاتها ومن هنا فاإنه ال غرابة اإذا ر أاينا تعريفاتها تتعدد وتتباين وال غرابة اإذا بقي مفهوم الن قاد لها غام ضا اأو متعددا اأو غري مùستقر«))). وهناك من يرى اأنه من الüصعوبة مبكان حماولة وVضع تعريف حمدد ودقيق للمفارقة فهذه املحاولة اأTشبه ما تكون باالإمùساك بال ضباب وليùس بكاف اأن ن عرف املفارقة باأن ها الكالم الذي يقول Tشيئا وي عني غريه ورمبا كان من التبùسيط املخل اأن نعرف املفارقة ب أانها ترف ض املعنى احلريف للكالم لüصالح املعنى االآخر اأو باالأحرى املعنى ال ض د الذي مل ي عرب عنه ))) فاملفارقة تقوم عادة على ال ض د ية الظاهرية الأنها تعتمد على وجود ال ض د وتقر- يف الوقت نفùسه - ب ضرورة املعنى احلريف و:»تتفاوت املفارقة يف جمعها ال ض د ين معا اإذ يبدو اأبùسطها ال ض د ية اللفظية / اللغوية و أابعدها يتناهى يف التعقيد.» ليبلغ بها الüصورة الكلية للنüص كما اأنه ليùس من ال ضروري: «أان تقتüصر املفارقة على املفارقات اللفظية اإذ من املمكن أان يùستغرق الكاتب يف عامل اأSسطوري رحب بحيث يبدو اأنه منفüصل كلية عن الواقع. ويف هذه احلالة ال تكون املفارقة جمرد حيل لفظية بل يحتûشد فيها رUصيد هائل من الفكر«. وقد حاول عüصام Tشحادة تبùسيط تعريفها واختüصاره فذهب اإىل اأن املفارقة : «فيها معنى االزدواجية يف ))) املرجع نفùسه Uص 37. ))) ينظر, نبيلة إابراهيم املفارقة Uص 133. ))) )4( علي عûشري زايد: عن بناء القüصيدة احلديثة مكتبة دار العروبة الكويت 1981 Uص 138. ))) نبيلة إابراهيم: املفارقة Uص 139. االSستماع من قبل املخاطب الذي يدرك ب أان ظاهر اللفظ ال يüصلح له معنى وفق الùسياق الذي وردت فيه ومن ثم يعني ذلك اأن هذا التعبري له معنى مناق ض للمعنى احلريف املعجمي«))). اإذن هو Tشكل من اأTشكال التورية التي تقوم على إايهام املتلقي اأن املتكلم يريد املعنى القريب ولكنه يريد املعنى البعيد فاللفظ املهمل هو املقüصود ال ما اSستعمله املتكلم ذلك اأن اللفظ الظاهر بنية تùسعى اإىل إايهام الùسامع وتوجيهه اإىل خالف املقüصود ويف هذا التمويه وا إاليهام والتوجيه والتùسرت واخلداع واحليلة ما يكفي إالنتاج داللة غري متوق عة. ومن خالل التعريفات الùسابقة للمفارقة يرى خالد Sسليمان باأن هناك عناUصر مûشرتكة بينها تتمثل يف: اأول : الكالم الذي يتم تنùسيقه يف منظومة معينة بحيث يوؤدي الد ال يف هذه املنظومة مدلوالت Sسياقية نقي ضة ملدلوله املعجمي. ثانيا : الرSسالة وهي ما حتمله املفارقة من املعاين اأو الدالالت النقي ضة للداللة املعجمية الظاهرة اأو ما تود املفارقة اأن حتققه يف نفùس Uصاحب البüصرية من روؤية. ثالثا : Uصاحب البüصرية وهو الطرف الذي حتقق رSسالة املفارقة نفùسها لديه وينحüصر Uصاحب البüصرية هذا يف واحد اأو اأكر من االأطراف: 1- الباث: إان احلديث عن Uصانع املفارقة يبداأ من املهاد الفكري واحل ضاري الذي يغذي حùس من ))) املفارقة اللغوية يف معهود اخلطاب العربي )دراSسة يف بنية الداللة( اجلامعة االإSسالمية العاملية ماليزيا جملة االأثر العدد العاTشر Uص 2. ))) وهذا املفهوم نùستطيع اأن نزعم باأنه اأقرب اإىل اآلية التورية كما وردت يف الدرSس البالغي الرتاثي العربي عند زكي الدين بن اأبي االإUصبع يف كتابه حترير التحبري اأو تقي الدين بن حجة احلموي يف كتابه خزانة ا أالدب وقد راجعنا كتاب منهاج البلغاء وSسراج االأدباء حلازم القرطاجني واألفينا حديثا يف منتهى التحقيق والعرفان عن حيلة املتكلم يف اSستدراج املتلقي بل اإن حديثه عن املراوغة واالحتياط يف اإقناع الùسامع واSستلطافه جتاوز نظريات التلقي الغربية بكثري. 20

22 له االSستعداد االأUصيل لها وليùس يف وSسع اأي كاتب اأو فنان أان يüصل إاىل هذه احلالة واأن يكون من ثم Uص انعا ماهرا للمفارقة واإمن ا تتحقق املفارقة على يد الفنان الذي يجري يف دمه االإحùساSس العميق باخلدعة الكربى يف احلياة. ومثل هذا الûشخüص هو الذي يùستطيع اأن يلعب باأSسلوب املفارقة على املùستوى اجلمايل ال االأخالقي حمدثا لنفùسه ولغريه مزاجا ممتعا جذال ومرحا واإن كمن وراء هذا كله اإحùساSس عميق باالأمل ))).اإذن فاملفارقة لعب حر بالد ال واملدلول لتوليد داللة جمالية واإيüصال رSسالة غري منتظ رة اإىل متلق يحتاج اإىل اإعمال الفكر واإكداد النظر لفك آاليات هذه املراوغة. 2- املتلقي: حتتاج املفارقة إاىل قارئ متميز يùستطيع اأن يùستكûشف ما يخبئه له النüص فاملفارقة تتطلب من القارئ ا إالمعان الûشديد يف اللغة وحركتها حتى يتم له إادراك املعنى يف هدوء. فاإذا حدث Vضحك لدى القارئ يف أاثناء ذلك فاإمنا هو Vض ح ك ه ادئ يù ساعد على إاطالة الت أامل يف احلياة. 3- ال ضحية وهو الطرف الذي يقع عليه م ضمون املفارقة. وتتعدد اأTشكال املفارقة واأهدافها فقد تكون Sسالحا للهجوم الùساخر وقد تكون اأTشبه بùستار رقيق يûشف عما وراءه من هزية االإنùسان ورمبا أادارت املفارقة ظهرها لعاملنا الواقعي وقلبته راأSسا على عقب ورمبا كانت املفارقة ترمي اإىل اإخراج اأحûشاء قلب االإنùسان ال ضحية لرى ما فيه من متناق ضات وت ضاربات تثري ال ضحك. ))) ينظر خالد Sسليمان نظرية املفارقة Uص 64 نبيلة إابراهيم : املفارقة Uص ))) ينظر نبيلة إابراهيم Uص 139. ))) خالد Sسليمان : املفارقة وا أالدب Uص 18. ))) ينظر نبيلة إابراهيم Uص ومما يزيد االأمر تعقيدا أان املفارقة ترتبط بكثري من اأTشكال التعبري الفني فهي ت عد خليطا من فن الهجاء وفن الùسخرية وفن العبث والفن ال ضاحك مع ما بينها من تقارب يف االSستعمال والداللة اإال اأن لكل فن خüصائüصه التي يتحدد بها ولكن عندما حتتاج املفارقة اإىل قدر من كل فن من هذه الفنون فاإن كال منها يبتعد عن اSستقالليته لي ؤودي مع غريه دورا جديدا ))). وكما تتميز املفارقة عن اأTشكال ال ضحك اللغوية كذلك تختلف عن االأبنية اللغوية التي تقوم على أاSساSس التûشكيل املجازي مثل: االSستعارة والرمز والتمثيل.. اإلخ فهذه االأبنية اللغوية حتى واإن كانت حتتوي على عنüصر املفارقة اإال اأن ها تختزل فكر Uصاحبها يف مقابل Uصنع الûشكل وف ضال عن هذا فهي تùساعد على إاغالق املعنى. ولعل اأهمية املفارقة يف ا أالدب مùساألة ال حتتمل اجلدل فاالأدب يف جميع جوانبه يتüصف باملفارقة من حيث اجلوهر ولو أاردنا اإحüصاء مûشاهري الك ت اب الذين تتميز اأعمالهم بوجود املفارقة لكان علينا أان نùسرد قائمة طويلة يف االأدبني العربي والعاملي كاجلاحظ وبديع الزمان الهمذاين واأبي حيان التوحيدي وهومريوSس واآيùسخلوSس واأفالطون وهوراSس وTشكùسبري وموليري وغريهم. وتتكئ املفارقة على عملية تüصويرية بني طرفني اأحدهما تراثي واالآخر معاUصر يثل الرتاثي فيها الداللة الرتاثية احلقيقية والثابتة يف حني يثل املعاUصر الداللة الرمزية التي أانتجها الûشاعر ليزاوج بينها وبني الداللة الرتاثية ذلك اأنه من وSسائل الûشاعر للتعبري عن معاناته واغرتابه عن جمتمعه املûشابهة بني مواقف االإنùسان املعاUصر ومواقف Sسابقيه. ))) املرجع نفùسه Uص 132. ))) ينظر نبيلة اإبراهيم Uص 139. ))) بùسام قطوSس : اSسرتاتيجيات القراءة دار الكندي للنûشر والتوزيع اربد االأردن 1999 م Uص

23 مالمح املفارقة يف Tشعر نزار قباين: مل تكن املفارقة عند نزار قباين Sسمة بارزة يف Tشعره واإ ن كانت مرتبطة مبوقف جوهري يرى التناق ض واالختالف يتماهى يف كل مظاهر احلياة واإمنا Uصارت املفارقة عنده تنبع من تاأمالت راSسخة ومùستقرة داخل الذات وهي ت أاتي ذات طابع غنائي وعاطفي تüصدر عن ذهن متوقد ووعي Tشديد بالذات ))) وما يدور حولها وبهذا ف إان املفارقة الرومانùسية عنده هي الوSسيلة التي يùسمو فنه عن طريقها اإىل معارج اخللود. وجتلت املفارقة يف Tشعره يف عدد من املظاهر التي Sستقوم الدراSسة باSستجالئها وتقدمي االأمثلة عليها وجتدر االإTشارة اإىل اأن التقùسيم الذي اSستقراأته من دالالت املفارقة يف Tشعره وما حتمله من مواقف ومعان اأتيت بها يف Tشكل تنازيل كرة وقلة بحùسب ح ضور كل م لم ح من مالحم ها متùسلùسلة على النحو ا آالتي: ( أا ) املفارقة عنوانا :ال تنفك املفارقة يف العنوان عن املن الûشعري/ القüصيدة بùسبب عالقة العنوان بها هي:»عالقة انتماء داليل أالن الداللة التي تثري ها الوحدات واملقاطع اأUصبح حمكوما عليها بفلùسفة االنتماء إاىل احلقل الداليل الرئيùس الذي يûشغله الف ضاء الدراموداليل للعنوان«. لقد ورد يف Tشعر نزار قباين عدد من القüصائد التي تûشي عناوينها بوجود ت ضاد اأو تناق ض قائم على الùسخرية والتهكم واالSستخفاف ومن تلك العناوين: خبز وحûشيûش وقمر ))) من يوميات كلب مثقف ))) همجية الûشفتني ))) ))) ينظر نبيلة إابراهيم : املفارقة Uص 123. ))) بûشري تاوريرت: Sسيمائية العالمة يف قüصيدة املهرولون لنزار قباين جملة االأثر كلية ا آالداب واللغات جامعة ورقلة اجلزائر العدد الرابع ماي 2005 م Uص.159 ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة : اجلزء الثالث Uص ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة : الكتاب الرابع والعûشرون Uص 50. ))) املüصدر نفùسه اجلزء ا أالول الكتاب ا أالول Uص 158. أاعنف حب ع ûشته ))) اغتüصاب SسياSسة ))) ثورة الدجاج ))) اللوؤلوؤ االأSسود )))..اإلخ. ولعل التüصادم والت ضاد بارز من اأول ملحة موجهة جتاه البنية اللفظية لعنوان القüصيدة فاخلبز ارتبط يف ذهن ا أالمم الùسامية بقداSسة خاUصة ما زلنا جند آاثارها يف اأيام الناSس هذه واحلûشيûش من اخلبائث ووجه املفارقة يف العنوان تبدو يف اأن املاليني يف الûشرق ال تلتقي باخلبز اإال يف اخليال وك أانه مادة غالية الثمن ي عز وجودها وال توزع اإال على نطاق Vضيق كما هو الûساأن يف مادة احلûشيûش مع مالحظة الفرق اجلوهري يف الوظيفتني فاخلبز Sسر بقاء الكائن البûشري واحلûشيûش مادة تدمر البûشرية. وكالهما قوت اإال اأن االأول يرمز اإىل الطهارة والقداSسة والثاين يûشري إاىل املدنùس ولعل جمالية املفارقة يف هذا العنوان تكمن يف تباين الوظيفة وUصعوبة احلüصول عليهما فاخلبز Uصعب املرام واحلûشيûش عùسري املنال. )ب( مفارقة املكان: ويف هذا النوع من املفارقة يختل توقعنا للمكان وهي نظري ما يùسميه Sسامح الرواTشدة مفارقة الزمان وكثري من مفارقات املكان ارتبطت يف Tشعر نزار قباين باجلùسد فبدال من اأن يكون مكان الûشنق العنق جنده يف Tشعر نزار قد ارتبط بالرجلني: يقول يف قüصيدته)مرSسوم ((1( باإقالة خالد بن الوليد( رهنوا الûشمùس لدى كل املرابني ))) املüصدر نفùسه اجلزء االأول الكتاب الثامن Uص 722. ))) املüصدر نفùسه اجلزء الùسادSس الكتاب اخلامùس والعûشرون. Uص 219. ))) املüصدر نفùسه اجلزء الùسادSس الكتاب اخلامùس والعûشرون Uص 298. ))) املüصدر نفùسه اجلزء االأول الكتاب الùسابع Uص 559. )1)) االأعمال الûشعرية الكاملة : Uص تنويه: اعتمدنا أكثر من طبعة ألعمال الشاعر نزار قباني ألن بعض قصائد الشاعر لم تدرج في بعض الطبعات ألنها كانت ممنوعة من النشر وعندما وجدناها في طبعات ومنشورات أخرى قمنا باالستفادة منها وإجراء عملية التوثيق لكل قصيدة ذكرت في هذه الدراسة. 22

24 وباعوا باملالليم القمر.. كùسروا Sسيف ع مر.. Tشنقوا التاريخ من رجليه )ت( مفارقة الأVضداد: وهذا النمط من املفارقة لüصيق باملباTشرة مع االأخذ بعني االعتبار ارتباطه الوثيق باملوقف العميق الذي يعرب عنه»ويجمع هذا النمط بني املتنافرين يف الداللة اللغوية«وذلك نحو ال ضحك والبكاء اجلوع والûش بع.. إالخ وهو ما يùسمى عند البالغيني باملطابقة. ومن االأمثلة عليه قول نزار: يف قüصيدته)من نزار إاىل حبيبته(: كنت اأبكي Vضاحكا مثل املجاذيب.. الأين أاSستطيع االآن يا Sسيدتي اأن أاتذكر.. مدهûش اأن أاتذكر.. مدهûش اأن أاتذكر.. ليùس Sسهال يف زمان احلرب اأن يùسرتجع االإنùسان وجه امراأة يعûشقها.. فاحلرب Vضد الذاكرة.. تقوم املقطوعة الùسابقة على موقفني وجدانيني خمتلفني متاما البكاء / ال ضحك واجتماع ال ض د ين هنا يظهر مدى عمق الوجد الذي Uصاحب الûشاعر عندما اSستطاع أان يتذكر وجه حبيبته يف زمن احلرب وهذه احلال تûشبه حال املجذوب يف اUصطالح الüصوفية حيث يغيب فيها القلب عن عامل ما يجري من أاحوال اخللق ويتüصل فيها بالعامل العلوي. وهذا النمط من املفارقة ي طالعنا يف حياة ))) Sسامح الرواTشدة: ف ضاءات Tشعرية )دراSسة نقدية يف ديوان أامل دنقل ( املركز القومي ا أالردن 1999 م Uص 15. ))) ا أالعمال الكاملة منûشورات نزار قباين بريوت باريùس ط 14 م 2006 Uص 841. الع ب اد والن ùس اك الذين ي خربون بوفاة أابنائهم فيبتùسمون يف مقام هو مقام حزن واأمل ويطالعنا اأي ضا يف احلياة العامة لدى بع ض الناSس الذين تدمع اأعينهم من Tشدة الفرح. وقد جاء هذا املعنى يف الûشعر العربي: «هجم الùسرور علي حتى اإنه اإن الùسرور إاذا تزايد بامرئ من فرط ما قد Sسرين اأبكاين أابكاه مثل تزايد االأحزان» وهذا ما يجعل املفارقة منطوية على امل ضحك واملبكي يف اآن واحد ولهذا فهي قد تدفع القارئ اإىل البùسمة التي تختفي مبجرد اأن ترتùسم على الûشفاه. وهذا ملمح مهم يف املفارقة يحول بينها وبني اأن تختلط بفن الطرفة. وقد تتداخل املûشاعر واالأحاSسيùس فيبكي ا إالنùسان يف موقف يجمل به ال ضحك وي ضحك يف موقف يجمل به البكاء وقد قيل يف املثل العربي :» Tش ر الûشدائد ما ي ض حك«))) ومثال ذلك يف Tشعر نزار قوله: يف قüصيدته )قüصيدة Vضد احلكومة( ))) : يف بالدي ممكن اأن يكتب ا إالنùسان Vض د اهلل.. ال Vضد احلكومة.. فاعذروين اأيه الùسادة اإن كنت Vضحكت.. ))) حممد بن قاSسم بن يعقوب االآماSسي احلنفي )ابن اخلطيب قاSسم( روVض االأخيار املنتخب من ربيع االأبرار حلب دار القلم العربي ط ه Uص 333. ))) ينظر نبيلة اإبراهيم املفارقة Uص 133. ))) أابو هالل احلùسن بن عبداهلل بن Sسهل العùسكري : جمهرة ا أالمثال Vضبطه وكتب هوامûشه ونùسقه : أاحمد عبدالùسالم خرج اأحاديثه : اأبو هاجر حممد Sسعيد بن بùسيوين زغلول دار الكتب العلمية بريوت لبنان ط م ج/ 1 Uص 453 ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة: منûشورات نزار قباين بريوت د.ط د.ت Uص

25 كان يف ودي اأن اأبكي.. ولكني Vضحكت.. ومفارقة االأVضداد كثرية الورود يف Tشعر نزار قباين واالأمثلة عليها متعددة وذلك نحو:»وبعد اأن ج عنا واأن عطûشنا / وبعد اأن ت بنا واأن كفرنا..«)))»ولنا موعد على )جبل الûشيخ( / ك م الثلج دافئ وحنون!«))) و»يا بريوت اجلوع الكافر.. والûشبع الكافر.. / ما زلت اأحبك يا بريوت العدل.. / ويا بريوت الظلم..«)ث( مفارقة التقابل:يùستند هذا الûش كل / النمط من املفارقة»اإىل موقفني مت ضادين متاما يتبنى كل واحد منهما نظرة تنق ض النظرة االأخرى وتلغيها.«))) ومن االأمثلة على ذلك قول نزار: من قüصيدة )منûشورات فدائية على جدران إاSسرائيل( : لقد Sسرقتم وطنا.. فüصف ق العامل للمغامره Uصادرمت االألوف من أاطفالنا فüصفق العامل للùسماSسرة Sسرقتم الزيت من الكنائùس Sسرقتم املùسيح من منزله يف الناUصرة فüصفق العامل للمغامرة اإن من ي نعم النظر يف النüص الùسابق يجد نفùسه اأمام موقفني مت ضادين يüصدران من طرف واحد ا أالول منهما التüصفيق واالإعجاب من ق بل العامل الدويل ))) االأعمال الùسياSسية الكاملة : اجلزء الثالث منûشورات نزار قباين بريوت لبنان ط 3 يناير م. Uص 137. ))) املüصدر نفùسه Uص ))) املüصدر نفùسه Uص ))) Sسامح الرواTشدة : ف ضاءات Tشعرية Uص ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة: اجلزء الثالث Uص للمغتüصبني/ املغامرين الذين Sسرقوا الوطن وقتلوا االألوف من االأطفال واعتدوا على املقدSسات فالùسرقة والقتل واالعتداء على املقدSسات ال يكن الأحد اأن يùسو غها الأنها اأفعال حمرمة وجمرمة يف الدSساتري والقوانني الدولية. اأم ا فعل اختطاف الطائرة على Sسبيل املقاومة ف م ùسو غ يف كل دSساتري العامل بوUصفه فعال مقاوما كما يرى الûشاعر. )ج( مفارقة التهكم )الùسخرية(:»يبنى هذا النوع على موقف يناق ض ما ي نت ظر فعله متاما اإذ ياأتي الفعل مغايرا متاما للوجهة التي ي جد ر با إالنùسان أان يقوم بها«))) كاأن يكون رد فعل من اغتüصب حقه يف احلياة مثال الرVضا بالذل والدفاع عنه وتùسويغه فتاأتي الüصورة كاTشفة بعد املفارقة ومن اأمثلة ذلك قول نزار: يف قüصيدته )الوUصية( ))) : اأدخل مثل الربق من نافذة اخلليفة.. اأراه ال يزال مثلما تركته منذ قرون Sسبعة اأقراأ اآيات من القراآن فوق راأSسه مكتوبة باأحرف كوفية عن اجلهاد يف Sسبيل اهلل والرSسول والûشريعة احلنيفية.. ومن اأمثلة هذا النمط من املفارقة اأي ضا قول نزار: يف قüصيدته ( جميلة بوحريد( ))) : ( الكوSست( واآالف ا أالنذال من جيوTش فرنùسا املغلوبة انتüصروا االآن على أانثى.. اأنثى كالûشمعة مüصلوبة. ))) Sسامح الرواTشدة : ف ضاءات Tشعرية Uص 18. ))) االأعمال الùسياSسية الكاملة: اجلزء الثالث Uص ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة Uص

26 يظهر يف هذا النüص حجم املفارقة الùساخرة ذلك أان املنتظر أان يواجه )الكوSست( وجيûشه الكبري قوة م ضادة كربى - وهي الفدائية اجلزائرية أاثناء حرب التحرير- لكن املوقف هنا يناق ض ما ي نت ظر فعله متاما إاذ جاء الفعل مغايرا متاما للوجهة التي يجدر باجليûش الكبري اأن يقوم بها فالقوة امل ضادة هي اأ نثى كالûش م عة مüصلوب ة. )ح( مفارقة الإنكار: وهو منحى يفي ض بالùسخرية لكنه يتوSس ل بالùسوؤال الإظهار الùسخرية واالإنكار ملا يتحقق. والفرق بني مفارقة الùسخرية ومفارقة االإنكار اأن النمط االأول يعتمد اللغة اخلربية يف حني اأن النمط الثاين يùستخدم لغة االإنûشاء وهذا املنحى يثري التùساوؤل والغرابة حلجم املفارقة التي يكتنفها املوقف فاالأUصل اأن تùسري االأمور على نحو ما وحني ت أاتي النتائج خمتلفة تثري الغرابة واالإنكار والùسخرية لهذا فاإن رد الفعل املتحقق يبدو مفارقا للüصورة التي نتوقعها ))) ومن أامثلتها يف Tشعر نزار: قوله يف قüصيدته: )اإىل مراهقة( ))) : رجل اأنت.. ق لت ها يف حتد Vضاع مني فمي.. فماذا اأجيب ال تكوين حمقاء.. ما زال للنùسر جناح على الذرى مùسحوب مل اأتب عنك يا غبية عجزا ومتى كانت النùسور تتوب ال متùسي رجولتي.. لو اأنا Tشئت طعاما.. لكنت منه اأUصيب. نحن اأمام مطلع ب دئ بùسوؤال فيه اSستفهام اإنكاري جاء به الûشاعر على لùسان اأنثى مراهقة تùستثري فيه ))) ينظر, Sسامح الرواTشدة: ف ضاءات Tشعرية Uص 20. ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة: اجلزء الثالث الكتاب الùسادSس Uص 438. غريزته املتجمدة واملوقف املتوقع اأن الûشاعر Sسيùستجيب لهذه االSستثارة بقوله نعم لكننا راأينا اأن Uصدمة نفùسية اأو وجدانية حلت بالûشاعر نتيجة االSستفهام االإنكاري املحذوف اأداته) رجل اأنت ( فنزار مل يùستطع نفي االSستفهام املتهكم واملùستخف برجولته. مع قدرته على القيام بالفعل املطلوب على اأحùسن وجه واأمت Uصورة. وما هي اإال حلظات يùسرية وي فيق الûشاعر من Uصدمته وتù سعفه قدراته الفنية فيوظف عددا من االأSساليب ا إالنûشائية التي Uصاغ منها Sسهاما Tشعرية تدافع عن رجولته وعنفوانه ومùستخفا باأ نوثة تلك املراهقة من هذه االأSساليب قوله : ( ال تكوين حمقاء مل اأتب عنك يا غبية متى كانت النùسور يوما تتوب ال مت ùسي رجولتي..( كل هذه العبارات Sساعدت يف التخفيف من وطاأة مفارقة االإنكار الùساخر التي توTشح النüص بها. )خ( مفارقة التحول: حت ض ر الüصورة الأول وهلة يف النüص الûشعري:»بدالالت معينة لكنها تتحول اإىل دالالت جديدة مغايرة ملا بداأت به ك أان تكون الداللة إايجابية فتتحول Sسلبية اأو تكون Sسلبية ثم تتحول إايجابية«))) وهذا النمط من املفارقة متفûش يف Tشعر Tشاعرنا ومثال مفارقة )ا إاليجابي الùسلبي( يف Tشعر نزار قوله: يف قüصيدة: )خبز وحûشيûش وقمر ) : يف بالدي.. حيث يبكي الùساذجون ويعيûشون على ال ضوء الذي ال يبüصرون يف بالدي.. حيث يبكي الùساذجون ويüصلون.. ويزنون.. ))) Sسامح الرواTشدة : ف ضاءات Tشعرية Uص 22. ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة: اجلزء االأول الكتاب الùسادSس Uص

27 فقد كانت الüصورة يف بدايتها حùسنة الداللة للناSس الذين يü صل ون ويقومون بفروVض الطاعات لكنها انقلبت بعد ذلك اإىل داللة Sسيئة وبهذا تù سلب معاين اخلري منها. ( د ) مفارقة الأدوار: يقوم هذا ال ضرب على تخلي Uصاحب املوقف الطيب عن موقفه الذي اقرتن به يف ذاكرة الثقافة ليوؤدي دورا جديدا مفارقا ملا عرف به ويختلف هذا ال ضرب عن مفارقة االإيجابي الùسلبي يف اأن االأخري اكتùسب قيمته احلùسنة يف النüص الذي بني أايدينا وحده يف حني اأن مفارقة ا أالدوار تختüص بالعنüصر املعروف مبعانيه الطيبة قبل النüص فيتخلى عنها يف النüص الذي نعاجله ))) و أامثلته كثرية يف Tشعر نزار منها قوله: يف قüصيدة)مرSسوم ب إاقالة خالد ابن الوليد(: عزلوا خالد يف أاعقاب فتح الûشام Sسموه Sسفريا يف جنيف يلبùس القبعة الùسوداء.. يùستمتع بالùسيجار.. والكافيار.. يرغي بالفرنùسية.. يûشي بني Tشقراوات اأوربا.. كديك ورقي.. ينبني هذا النüص على عدة مفارقات تكûشف مدى التغري الذي حüصل على اأدوار االأTشياء فاأمري قريûش الûشجاع تخلى عن دوره الطليعي يف الدفاع عن ا أالمة وانûشغل باأمور ال تنùسجم مع مركزه القيادي والبطويل. ومثل ذلك أاي ضا فعل الكتاب الذين طاملا يكتبون ما يرVضي الùسلطة وال يثري Sسخطها متخلني عن دورهم يف جمابهة الباطل وك أانهم بذلك يùسكنون خارج التاريخ ويحيون يف عطلة. والالفت للنظر اأن نزار قب اين جمع يف هذا النموذج الûشعري بني مفارقتني : مفارقة املكان ومفارقة ا أالدوار. وقد عرب الûشاعر نزار قباين عن موقفهم هذا يف قüصيدته: )املمثلون( ))) التي قال فيها: ك ت اب نا مارSسوا التفكري من قرون مل ي قتلوا.. مل يü صلبوا.. مل يقفوا على حدود املوت واجلنون ك تابنا يحيون يف اإجازة وخارج التاريخ يùسكنون.. ( ذ ) مفارقة املخادعة: يكûشف هذا النوع من املفارقة خيبة االأمل مما يتوقعه متلقي النüص ومثال ذلك يف Tشعر نزار: يف قüصيدته )رثاء جمال عبد الناUصر( : وراء اجلنازة Sسارت قريûش فهذا هûشام.. وهذا زايد.. وهذا ي ريق الدموع عليك وخ ن جر ه حتت ثوب احلداد وهذا ي جاهد يف نومه ويف الüص حو.. يبكي عليه اجلهاد. واملفارقة تبدو يف التظاهر بالبكاء واحلزن على امليت جمال عبد الناUصر وهم الذين اأقبلوا على فعل القتل إانها Uصورة قائمة على اخلديعة مما ))) ينظر, Sسامح الرواTشدة : ف ضاءات Tشعرية Uص 23. ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة :اجلزء الثالث Uص ))) االأعمال الùسياSسية الكاملة: اجلزء الثالث Uص 99. ))) املüصدر نفùسه Uص

28 يعطي Uصورة Tشبيهة يف مكرها ونفاقها مبا تتداوله العامة يف أامثالها الûشعبية من قولهم:»فالن يقتل القتيل ويûشي يف جنازته«. ( ر ) مفارقة الفجاءة:»تقوم املفارقة - هنا - على خمالفة ما يتوقعه املرء يف املوقف الذي ير به فيفاج أا بحالة مغايرة متاما ملا يف ذهنه«))) ومن أامثلتها عند نزار قباين : قوله يف قüصيدته :) من مفكرة عاTش ق دمûشقي( دمûشق يا كنز أاحالمي ومروحتي اأTشكو العروبة اأم اأTشكو لك العربا اأدمت Sسياط حزيران ظ هور ه م ف أادمنوها وباSسوا كف من Vضربا اإن من يتعرVض لل ضرب بالùسياط والهزية ينتظر منه اأن ي قاوم اليد التي Vضربته ولكن املفاج أاة تبدو حني يقوم الذي اعتدي عليه بتقبيل اليد التي األهبت جùسده بالùسياط يف اإTشارة اإىل درجة اخلنوع والذلة التي وUصل اإليها املخاطبون وهذا ما عرب عنه املتنبي Tشعرا : م ن ي ه ن يù سه ل الهوان عليه ما جلرح مبي ت إايالم» وبعد هذا فقد تعددت اأTشكال املفارقة يف Tشعر نزار قباين م ûشك ل ة تقنية مهم ة من تقنيات اخل ط اب الفني والبالغي احلديث وتفاوت الûشكل الذي ظهرت من خالله يف النüص فمنها ما ظهر يف عنوانه فقط ومل تبد يف ثناياه ومنها ما ظهر بüصورة عارVضة يف ت ضاعيف النüص. ))) Sسامح الرواTشدة: ف ضاءات نقدية Uص 28. ))) ا أالعمال الùسياSسية الكاملة: اجلزء الثالث Uص ))) Tشرح ديوان املتنبي : وVضعه عبدالرحمن الربقوقي راجعه د. يوSسف الûشيخ حممد البقاعي دار الكتاب العربي بريوت لبنان 2015 م ج 1 / Uص 374. املحور الثاين: خ ط اب ال ض د : يف خ ط اب ال ض د ال نكون اأمام ثنائية Vضدية مكونة من مفردات متزاوجة اأو جمموعات متقابلة /مت ضادة دالليا بل نكون اأمام حالة اأTشبه ما تكون بالùسباحة عكùس التيار كما يقال ذلك اأن خ ط اب ال ض د يقول ما مل ي عتد قوله يف مقام القول االآين اأو اللحظي كاأن يبوح الûشاعر بخ ط اب الهجاء للمخاطب يف مقام هو مقام مدح له. وقد يü صد ق على خ ط اب ال ض د - يف اأحùسن االأحوال - اأن يقال عنه اإن ه : «ثناء ومدح يحو له الûشاعر إاىل لون رمزي من األوان الهجاء.«كما يلجاأ الûشاعر اإىل خ ط اب ال ض د اأحيانا بهدف تعرية االآخر / املخاطب Sسواء كان هذا املخاطب فردا اأو جماعة اأو Sسلطة.. بهدف كûشفه وف ضحه بل جتاوز ذلك إاىل ما هو اأبعد من التعرية كالتبûشري باخلالUص اأو التغيري اإىل الواقع املثايل. وال ريب اأن خ ط اب ال ض د يف جممله يعتمد على خ ط اب مواجهة الواقع فهو يقوم : «على اأSساSس االإUصغاء واحل وار مع ذلك الواقع اأو على اأSساSس التجريب و إاعادة التجريب جتريب الفعل املناSسب ال على اأSساSس التعايل على ذلك الواقع اأو القفز فوق Tشروطه» ))). مفهوم خطاب ال ضد: ي ضع الناقد عبدالواSسع احلمريي مفهوما دقيقا خلطاب ال ض د بقوله:»اإن ه خ طاب موجه يف االأSساSس Vضد اخلطاب الùسائد اأو املهيمن يف Sساحة التخاطب الفعلي بكافة اأTشكاله وUصيغه وجماالت عمله.«))) حممد حممود الزبريي : ثورة الûشعر دار العودة بريوت ط م Uص 79. ))) يقüصد بالتجريب : االتüصال احلي واملباTشر بواقع التخلف والهيمنة بهدف فهمه فهما عميقا من داخله. للمزيد ينظر, عبدالواSسع احلمريي: خطاب ال ض د مفهومه. نûساأته- اآلياته جماالت عمله امل ؤوSسùسة اجلامعية للطباعة والنûشر بريوت ط م. Uص 74. ))) عبدالواSسع احلمريي: خطاب ال ض د Uص

29 ويف خ ط اب ال ض د نكون أامام عملية اSسرتجاع لرموز املاVضي اأو حوادثه وذلك بغرVض اإظهار Tشيء من املقارنة اأو الùس جال التخاط بي بني ما كان وما هو كائن وما ينبغي اأن يكون. ويùسعى عدد غري قليل من الûشعراء املحدثني ومنهم Tشاعرنا اإىل تاأSسيùس Sسلطة بديلة عن الùسلطة التي ي رSسخها خ ط اب الùسلطة الùسائد بكل اأTشكاله و أانواعه وهي Sسلطة الفرد الûشاعر املتكلم بدال عن Sسلطة الفرد احلاكم وقد يùسعون يف خ ط ابهم ال ض د ي اإىل تاأSسيùس Sس لطة اجلماعة/ الûشعب/ االأمة. ويتجه الûشاعر نزار قباين يف خ ط ابه ال ض د ي اإىل: «رSسم Uصورة كلية مزدوجة للواقع باأTشيائه واأTشخاUصه واأحداثه واأوVضاعه اأو لنقل : اإن ه اأخذ يقدم Uصورتني خمتلفتني : االأوىل للûشيء اأو الوVضع كما هو يف االأعيان اأو ا أالذهان واالأخرى إايجابية وتûشمل الüصورة املثالية املمكنة التي يكن للûشيء اأو الûشخüص اأن يكوناه اأو اأن يüصرياه مùستقبال يف حال اSستجابا لûشروط التغيري التي يطرحها هذا اخل ط اب بüصورة Vضمنية مباTشرة«))) ومن- هنا يكن القول باأن من Tساأن خ ط اب ال ض د االإبداعي اأو الûشعري عند هذا الûشاعر الثائر اأو املتمرد يف هذه املرحلة اأن ه قد يغدو خ ط ابا Vضد كل اأنواع الùس لط بكافة اأنواعها واأTشكالها Sسواء اأكانت SسياSسية اأم اجتماعية أام ثقافية. واملتاأم ل يف Tشعر الûش اعر نزار قباين يجد اأن خ ط ابه الûشعري قد غدا متحوال إاىل التمرد الüصريح بعد اأن كان خ ط ابا Tشعريا هادئا فاأVضحى ي ث ل Uص ورة من Uصور خ ط اب املواجهة مع خüصوم ك ر وهذا ما يجعلنا نرى اأن خطاب ال ض د ما هو اإال تطور يف بنية خطاب املفارقة الذي مل يùسلك خط املواجهة والتمرد يف ف ضح االآخر املتùسلط وتعريته مبختلف مùسمياته. ))) املرجع نفùسه Uص 9. وعلى هذا فاإننا Sسنكون اأمام حماور متعددة يظهر فيها خ ط اب ال ض د موجها لالآخر مبختلف مù سمياته واأTشكاله وهذا التعدد ناجت من تعد د املواقف التي يû شري إاليها النüص. اخل ط اب ال ض د ي يف Tشع``ر نزار قباين - Uصوره واأTشكاله:- اأول : خ ط اب ال ض د املوجه للùسلطة املهيمنة: اإن طبيعة Tشعر نزار قباين تقوم على النزعة الهجومية مبعنى اأن اخل ط اب ال ض د ي هو وقود هذه النزعة الهجومية الأن خ ط اب ال ض د يعتمد على التجاوز والرف ض والتمرد والعناد لكل ما يقف اأمام ميول الûشاعر نزار قباين واهتماماته وقد نحا خ ط اب ال ض د املوجه للùسلطة املهيمنة. اإن خطاب ال ض د يف مثل هذه احلالة يكون من خارج بنية التخاطب البياين الرS سمي اأو من خارج م ؤوSسùسة خ ط اب االآخر املخالف/ الùسلطة..وفيه يكون اخل ط اب خ ط اب مواجهة Tشاملة ياأتي فيه الûشاعر على كل ما هو خمال ف لروؤاه املت ض اد ة مع روؤى االآخر املخالف له/ الùسلطة. يقول يف قüصيدته: ( اأحمر.. اأحمر.. اأحمر ) ال ت فكر اأبدا.. فال ضوء اأحمر.. ال تكلم اأحدا.. فال ضوء اأحمر ال جتادل يف نüصوUص الفقه.. اأو يف النحو.. اأو يف الüصرف.. أاو يف الûش عر.. ))) ينظر, عبدالواSسع احلمريي: خطاب ال ض د Uص 96. ))) نزار قباين : ا أالعمال الùسياSسية اجلزء الùسادSس الكتاب اخلامùس والعûشرون Uص

30 أاو يف النر.. اإن العقل ملعون ومكروه ومنكر.. ال حت ب امراأة.. اأو فارة.. اإن Vضوء احل ب اأحمر.. ]...[ ابق Sس ر يا.. وال تكûشف قراراتك حتى لذبابة.. ابق اأميا.. ي ûشري الûشاعر اإىل كل ما حت رمه الùسلطة القمعية وجتعله مبثابة جتاوز للخطوط احل مر التي Uصنعتها الùسلطة القمعية لتحمي نفùسها من كل ما ي كن اأن يùس مكانتها الùسياSسية لدرجة اأن ها مل تكتف مبنع بع ض ال ضروريات وامل باحات مثل:) التفكري الكالم اجلدال واملناقûشة يف الفقه والنحو والüصرف واحلب..( بل حرمت ما هو اأخف من ذلك )الكتابة( فالكتابة جرم اأTشد من الزنا عند هذه الùسلطة وال تنتهي قائمة املحرمات عند الùس لطة القمعية عند ذلك فحùسب بل حترم حتى مقابلة رجال اأمنها. نعم هذا واقع ال مناUص منه اإال أان العملية الûشعرية واإن كانت تùستند اإىل اخليال يف اإنتاج الداللة اأو املعنى بيد اأنها تقف عند حدود املوVضوعية واالإنüصاف وقيم الف ضيلة.واملùستقرئ للûشعر العربي القدمي اأو احلديث يجد حماوالت Tشعرية بلغت عنان الùسماء جودة وخياال يف نقد الùسلطة احلاكمة ( اأحمد مطر منوذجا (. وقüصيدة املهرولون متثل اأمنوذجا Uصارخا خل ط اب ال ض د املوجه للùسلطة القمعية من خارجها. يقول الûشاعر يف قüصيدته:) املهرولون ) ))) : ))) نزار قباين: روائع ا أالعمال الكاملة Uص 442. Sسقطت اآخر ج دان احلياء.. وفر حنا.. ورقüصنا.. وتباركنا بتوقيع Sسالم اجل بناء مل يع د ي رعبنا Tشيء.. وال يخجلنا Tشيء.. فقد يبùست فينا ع روق الكربياء.. Sسقطت..للمرة اخلمùسني عذري ت نا.. دون اأن نهتز.. اأو نüصرخ.. أاو ي رعبنا مراأى الد ماء.. ودخلنا يف زمان الهرولة.. ووقفنا بالطوابري كاأغنام أامام املقüصلة ورك ضنا.. ولهثنا.. وتùسابقنا لتقبيل حذاء القتلة.. ما تفيد الهرولة ما تفيد الهرولة عندما يبقى Vضمري الûش عب حي ا كفتيل القنبلة.. لن تùساوي كل توقيعات اأوSسلو.. خردله..!! يرى املتاأمل يف النü ص الùسابق رف ضا من الûشاعر واملجتمع والùسلطة لكل اأTشكال االحتالل اإال أان الùسلطة وحدها تنفرد بعمل حترك Sسلبي ال يتùسق مع كارثة كبرية هي االحتالل مما اVضطر الûشاعر اإىل البوح بخ ط اب ال ض د الذي يعري فيه الûشاعر هذا التحرك الùسلبي من خالل ذكر النتائج الùسلبية لهرولة الùسلطة جتاه الùسالم املزيف/ املنقوUص ولنتاأمل ذلك يف قوله ) Sسقطت اآخر جدران احلياء تباركنا بتوقيع Sسالم اجل بن اء Sس ق ط ت.. للمر ة اخلمùسني ع ذري ت ن ا ت ر ك وا ع ل بة Sسردين باأيدينا بعد خمùسني Sسنه ما وجد نا وطنا نùسك ن ه اإال الùسراب..(. 29

31 فالûشاعر ينتقد الùسلطة الفلùسطينية )من خارجها( الأنه يرى اأنها تùستاأثر بقرار اإجراء املفاوVضات مع العدو ا إالSسرائيلي و تهرول يف تقدمي التنازالت وهذا ما يرف ضه الûشعب الفلùسطيني ومعهم كل االأحرار يف الوطن العربي. ثانيا : خ ط اب ال ض د املوجه لùسلطة املجتمع وثقافته التقليدية : اإن اأبرز Sس مة متيز Tشعر نزار قباين هي خ ط اب املواجهة والتجاوز لكل اخلطوط التي وVضعتها املرجعيات الرتاثية والùسياSسية واملجتمعية التي رSسمت هوية املجتمع وثقافته. وقد ملùسنا اأن Sسمة املواجهة هذه قادت إاىل تûش ك ل خ ط اب ال ض د الذي كان مبثابة Uصدمة اجتماعية واأخالقية الأنه بحق خ ط اب Uصادم ومغاير لقوانني املجتمع املحافظ واأخالقه مما قاد املجتمع اإىل اأن ينعته ب أاقبح النعوت وا أاللقاب كالتائه والكافر وامللعون واملجنون..اإلخ. وهي نعوت لها ما يع ضدها بالنظر اإىل حجم االSستهتار واملروق والطيûش والنزق الذي Sسلكه الûشاعر. واإن من Tساأن خ ط اب ال ض د املوجه ل آالخر /الùسلطة اأن يثري حفيظتها Vضد امل خ اط ب ( الûشاعر( الذي ي وجه خ ط ابا Vضديا بهذا املùستوى املتüصاعد يف وتريته النقدية الراف ضة ملمارSسات ذلك ا آالخر القمعي وخطاباته. ويربز خ ط اب ال ض د يف هذا املحور موجها لùسلطة املوروث الثقايف التقليدي اجلامد والر اف ض لكل ما هو حديث اأو حداثي وفيه يتجلى رف ض الûشاعر نزار قباين لûشكل القüصيدة العمودية ( اأحيانا ( ورتابتها الûشكلية واملوVضوعية وال يكتفي برف ضها بل ي علن انتماء ه احلداثي للقüصيدة احلديثة وTشكلها املعاUصر ومواVضيعها اجلديدة. وال يتوقف الرف ض والتمرد على هذا البعد االأدبي والثقايف بل يتجاوزه الûشاعر اإىل رف ض املوروث القيمي وا أالخالقي املنبثق عن املعتقدات واالأعراف التي تنظم حياة املجتمع وعالقة اأفراده مبختلف فئاته. ومتثل قüصيدة )القüصيدة الûشريرة( ))) أامنوذجا Uصارخا مüصبوغا بخ ط اب ال ض د الراف ض لتلك القيم واالأعراف الدينية واالجتماعية. قال فيها: مطر.. مطر.. وUصديقتها معها ولتûشرين ن واح والباب تئن مفاUصله ويعربد فيه املفتاح Tشيء بينهما..يعرفه اثنان اأنا واملüصباح وحكاية ح ب ال حت كى ]...[ الذئبة ترVض ع ذئبتها ويد جتتاح وجتتاح تدنيه واأخرى ترتاح نحن امراأتان.. ولنا قمم ولنا اأنواء.. ورياح. وقüصائد اخل ط اب ال ض د ي املوجه جتاه املجتمع وثقافته لها ح ضور الفت فمن بني تلك القüصائد : ( اإىل عجوز ))) عند اجلدار ))) القüصيدة تطرح اأSسئلتها ))).. إالخ. لقد ملùسنا يف اأن خ ط اب ال ض د يف هذا املحور مل ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة : اجلزء االأول الكتاب اخلامùس Uص 351. ))) املüصدر نفùسه: اجلزء االأول الكتاب االأول Uص 74. ))) املüصدر نفùسه: اجلزء االأول الكتاب اخلامùس : Uص 206. ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة: اجلزء الùسادSس الكتاب الùسادSس والعûشرون Uص

32 يكن موجها اإىل املجتمع باعتباره كيانا بûشريا بل لكونه)املجتمع( ثقافة يù سيطر عليها : «خ ط اب الزيف الذي من Tساأنه أان يزين القبيح ويقبح احلùسن» ))) - فيما يراه الûشاعر- وTشاعرنا مل يكتف بالرف ض خل ط اب املجتمع الزائف بل Sسع ر من خ ط ابه ال ض د ي بهدف ف ضح احلالة الزائفة التي Sسيطرت على عامة الناSس بفعل خ ط اب الزيف الذي يتبناه املجتمع التقليدي. ثالثا : خ ط اب ال ض د املوجه لÓأنا)الذات الإنùسانية(: وهو اخلطاب الذي نكون فيه اأمام حوار بني اأناتني )اأنا نزار االإنùسان( واالأخرى اأنا نزار الûشاعر / الذات الûشاعرة عنده ويف هذا احلوار حتاول الذات الûشاعرة تùسويغ خ ط ابها ال ض د ي وتوجيهه لغاية نبيلة واإنùسانية وليùس ملüصلحة ذاتية. النموذج الûشعري خل ط اب ال ض د املوجه إاىل الذات الûشاعرة جنده يف قüصيدته )ملاذا اأكتب(: اأكتب.. كي اأفجر االأTشياء والكتابة انفجار اأكتب.. كي ينتüصر ال ضوء على الع تمة والقüصيدة انتظار ]اإىل اأن يقول[: اأكتب حتى أانقذا العامل من اأVضراSس هوالكو.. ومن ح كم املليûشيات.. ومن جنون قائد العüصابة.. اأكتب ))) عبدالواSسع احلمريي: خطاب ال ض د Uص 61. ))) االأعمال الùسياSسية الكاملة: اجلزء الùسادSس الكتاب الرابع والعûشرون Uص -16 حتى اأنقذا الكلمة من حمكمة التفتيûش.. اأكتب القüصيدة املعاUصرة يف اجلهر ال يف الùس ر أافعله حتت املطر أافعله حتت الûشجر أافعله على حجر.. اأكتب الûش عر.. وال يهم ني.. اإن خ طاب ال ضد املوجه للذات يف النüص الذي بني أايدينا هو خطاب Vضدي متولد من اأن الûشاعر اأنتج النüص الûشعري كله لالإجابة عن Sسوؤال واحد Uصادر من داخل الذات ا إالنùسانية )االأنا النزارية( وهذا الùسوؤال املحذوف تقديره ملاذا تكتب Tشعرا يا نزار ويف الùسوؤال توبيخ ولوم ظاهر موجه للذات الûشاعرة وكاأن االأنا النزارية ا إالنùسانية تقول الأختها الذات الûشاعرة : مالك وللكتابة من ذا Sسيùستفيد من كتاباتك من Sسيùسمعك لن تري Uصدى لبوحك الûشعري فجاءت ا إالجابة يف Tشكل خطاب Vضد ي موجهة لالأنا الùسائلة واملùستنكرة على الذات الûشاعرة. وال ريب اأن تكرار الفعل امل ضارع )اأكتب ) اإحدى عûشرة مرة داخل التجربة الûشعرية جاء ليفيد االSستنكار واالSستغراب من تùساوؤل االأنا النزارية التي وقفت موقفا Sسلبيا من توجهات الûشاعر وكتاباته النه ضوية والتغيريية الراف ضة لكل اأTشكال القمع والتùسلط. ونزار قباين يبوح يف خطاب ال ض د املوجه لالأنا بدوافع الكتابة الûشعرية من خالل ذاته الûشاعرة ويوجه هذا البوح اإىل أاناه العاقلة أاناه االإنùسانية )نزار االإنùسان( هذا البوح الذي يùسمى جماهرة بفعل املحذور املمنوع ال يتورع الûشاعر يف اإظهاره للمتلقي واإن Tشك ل خ ط ابه هذا Uص داما مع من ي خالفه. واملهم عنده أان يبوح بكل ما يختلج يف Uصدره و إان.17 31

33 ح ن ق عليه االآخرون يف بقية الùس لط التي مل ترVض يوما عن نزار قباين وعن Tشعره وكتاباته. جتلى هذا املوقف من خالل كرة املفردات والرتاكيب التي Uصبغها الûشاعر بüصبغة التحدي والعناد: )اأكتب: حتى اأنقذ العامل من اأVضراSس هوالكو اأكتب حتى اأنقذ الناSس من أاقبية الطغاة اأكتب حتى اأنقذ الكلمة من حماكم التفتيûش.. أارتكب اخليانة العظمى التي يقال عنها الûشعر.. يف اجلهر ال يف الùسر.. خمرتقا كل اخلطوط احلمر..(. هكذا عندما يتطور وعي الذات من االإحùساSس باالأمل الفردي اإىل االإحùساSس باالأمل اجلمعي باالأمة اأو الûشعب يüصبح الوعي الذاتي وراء الوعي اجلمعي وتبعا له فيتحول اإىل بوؤرة يفي ض منها رف ض الذات الفردية واجلمعية بكل ما يتعارVض مع قناعاتهما. رابعا : خ ط اب ال ض د املوجه للمر أاة: تعو د املتلقي خل ط اب الûشعراء يف موVضوع املراأة اأن يراهم يطلبون ود ها ورVضاها والقرب منها والظفر منها باأي نوع من أانواع العالقة الربيئة وغري الربيئة املمكنة وغري املمكنة الواقعية اأو املتخيلة وال Tشك اأن نزار قباين اأكرهم لهثا وراء مثل هذه العالقات وقد وSس م باأنه Tشاعر املر أاة / الûشاعر املتهتك / املاجن/ الفاجر.. إالخ. اإال اأننا وقفنا على مناذج ليùست بالقليلة احتوت على خ ط اب ال ض د جتاه املر أاة التي طاملا باح الûشاعر بعûشقه لها وبهيامه لها لدرجة قد تüصل إاىل العبودية والüصالة يف حمرابها. وقد وجدنا يف قüصيدة )اأفيقي( ))) اأمنوذجا مثاليا خل ط اب ال ض د املوجه للمر أاة يقول يف مطلعها: ))) ينظر عبدالواSسع احلمريي: خطاب ال ض د Uص 115. ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة: الكتاب ا أالول Uص اأفيقي.. من الليلة الûشاعله وردي عباءتك املائله اأفيقي فاإن النهار Sسيف ضح Tشهوتك الزائله كفاك فحيحا بüصدر الùسرير كما تنفح احلية الüصائلة... هو الطني. ليùس لطني بقاء Sستم ضي الûشهور.. وينمو احلنني هو الطني.. ليùس لطني بقاء ولذاته وم ضة زائلة.. فعودي اإىل اأمك الغافله يعلن الûشاعر عن رف ضه ملغريات املخاطبة/ املراأة/ االأنثى وذلك يف اأول عتبة من عتبات النüص )العنوان( فخ ط ابه ال ض د ي الüصارخ متجل يف قوله اأفيقي وال يكتفي الûشاعر بذكر فعل االأمر مرة واحدة بل ي كرر هذا الفعل بالüصيغة نفùسها وبغريها من الüصيغ مثل )ردي كفاك ( وتتüصاعد وتريته الداللية والüصوتية لتûشي بحجم الùسخط والرف ض لكل حماوالت التحرTش واالإغراء التي تüصدر عن املخاطبة / االأنثى. ولنتاأمل جمال الüصورة التûشبيهية التي Uصور فيها الûشاعر رغبة االأنثى بثوران احلية الüصائلة التي تبحث عن فريùسة تنفث فيها Sسمها. والûشاعر يف قوله ]كفاك فحيحا بüصدر الùسرير[ حذف املûشبه ( االأنثى ) واأتى بûشيء من لوازمها )الùسرير( على Sسبيل االSستعارة املكنية. وظهر خ ط اب ال ض د يف قüصائد Tشعرية أاخرى مثل: )اإىل مراهقة ))) ) التي قال يف بع ض مقطوعاتها: منطق ا أالربعني.. يلجم اأعüصابي ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة اجلزء الثالث الكتاب الùسادSس Uص

34 فعفوا.. اإن مل ترين الطيوب ما أانا فاعل بخمùسة عûشر Tشهد اهلل.. أانه تعذيب وVضمريي عليهما مüصلوب وثب االأرنبان.. نحوي فمايل كجدار اجلليد ال اأSستجيب كل ما فكرت يداي بقطف ردين الط هر.. عنهما واحلليب اذهبي.. فالüصداع يحفر راأSسي ]اإىل اأن يقول[: اذهبي اذهبي.. كùسرت Sسالحي Vضاع مني فمي فماذا اأجيب يتجلى خ ط اب ال ض د يف اأفق النüص دون أان تعرتVض هذا اجلالء اأي غ يوم غام ضة فاملتكلم Tشاعر وليùس اأي Tشاعر اإن ه Tشاعر املر أاة Tشاعر الغزل الüصريح اإال اأن خ ط ابه - يف هذا النüص كان خ ط ابا غرييا ال يûشي بحقيقة الûشاعر التي اأTشرنا اإليها فقد غاب اخل ط اب الذي يهتك االأSستار ويكùسر قوانني ا أالخالق.. وح ضرت دونه ع ف ة غري معهودة وورع مûشبوه يطالب بالùسرت والتعقل والكف عن ا إالغراء والتبذل والالفت اأن ه اأTشار إاىل قناع الواعظ الزاهد يف املر أاة الذي لطاملا عبث به مرات ومرات يف مغامراته الûشعرية مع املر أاة. ويقول نزار قباين يف قüصيدة اأخرى ))) : عندي امل زيد من الغ ر ور.. فال ت بيعيني غ ر ور ا اإن كنت اأرVضى اأن اأ ح ب ك.. فاTش ك ري املوىل كثريا.. من ح ùسن ح ظ ك.. اأ ن غ د و ت حبيبتي.. ز م نا قüصريا ))) ا أالعمال الûشعرية الكاملة Uص فاأنا نفخت النار فيك.. وك نت ق ب لي ز م ه ريرا.. ]...[ واأنا الذي.. يف اأرVضك الع ذ راء.. األقيت الب ذ ورا فتفج رت.. ذ ه با واأطفاال وي اق وتا م ثريا اإن خ ط اب االSستعالء يف هذه القüصيدة مث ل خ ط اب Vضد مباTشر موجه جتاه من ع ر ف عنها باأنها معبودة الûشعراء / املراأة الفاتنة.. يقول لها ( اإن كنت أارVضى اأن أاحبك فاTشكري املوىل كثريا.. من حùسن حظك أان غدوت حبيبتي.. زمنا قüصريا..فاأنا نفخت النار فيك.. وكنت زمهريرا..(. يا له من خ ط اب Vضد! فيه كثري من االدعاءات التي مل نعتد على Sسماعها عند Tشعراء اأكر غرورا من نزار نفùسه فهو يف هذا اخل ط اب ال ض د ي يد عي اأنه املتكرم باحلب على املراأة الفاتنة..اإلخ. وال Tشك اأن غرور الûشاعر نزار قباين فاق غرور عمر بن اأبي ربيعة ( بل اإن عمر بن اأبي ربيعة كان اأكر تعففا واSستقامة يف Tشعره الغزيل الüصريح الذي طاملا ادعى اأنه املطلوب من االأنثى ال الطالب لها بل ال نكاد نùسمع اأحدا من الûشعراء القدماء اأو املحدثني باح مبثل هذه االدعاءات التي خرجت عن املاألوف فكانت عندنا مبثابة خ ط اب Vضد ظهر - لنا بûشكل الفت - يف بع ض قüصائد الûشاعر نزار قباين الذي يعاين من نرجùسية وعûشق جنوين لذاته وملذاته. اخلامتة : انطالقا من هذه املقاربة التحليلية النقدية لûشعر نزار قباين توUصل الباحث اإىل: وجود تناغم وتناSسب بني املالمح والبنى التقابلية والنفùسية النزارية املتاأرجحة يف عواطفها وانفعاالتها. اأن مفارقة العنوان مثلت ح ضورا واSسعا اأكر من 33